top of page

ما أن انفضت احتفاليات الافتتاح وبدأت المكتبة في الاستقرار وأصبح روادها يتزايدون بالآلاف، وأصبحت أرى وأنا في طريقي إلى مكتبي الأطفال وقد ملأوا قاعات الأنشطة ثم افترشوا الأرض للقراءة وما يشيعه ذلك من بهجة وما أجده من متعة عند لقاء الأصدقاء على تراس المكتبة المطل على النيل عقب الندوات للتحادث والتسامر والحوار مع ممثلي وسائل الإعلام الذين حضروا لتغطية الندوات.


مع هذه الأجواء أصبحت أفكر في أننا لا يجب أن نقنع بمكتبة وحيدة بل علينا أن نفكر في الانتشار خارج نطاق المكتبة بالجيزة وأخذت أبحث عما إذا كانت هناك أماكن في القاهرة يمكن أن نستخدمها لإقامة مكتبات فرعية وتحدثت مع السيدة سوزان مبارك حول إمكان استخدام مبنى كان متاحا لجمعية الرعاية المتكاملة ولكنها لم تستخدمه وأبدت السيدة سوزان موافقتها على ذلك كما رحب رينهارد مون أيضا بفكرة إنشاء مكتبات فرعية واقترح أن نعقد اتفاقية تكميلية لهذا الغرض. أرسلنا فريقا يمثل مؤسسة برتلسمان وصندوق التنمية الثقافية مع ممثل عن المكتبة وعاين الفريق هذا المبنى ووجده ملائما بعد تطويره واتفقنا على اتاحته للاستخدام كمكتبة فرعية لنا بشارع الرشاح بمنطقة الزيتون (شارع عمر المختار حاليا) بمساحة إجمالية ١٢٦٠ م٢.

الحديث السادس
الزيتون الفرع الأول
سعادة السيد السفير عبد الرؤوف الريدي.jpg

" لدينا ما نعتز بتحقيقه عبر هذه الأعوام الخمسة والعشرين.. "

وفي نفس الوقت بدأنا العمل على اعداد الاتفاقية التكميلية وتطوير المبنى ليكون مكتبة فرعية بالزيتون. وابدى رينهارد مون استعداد مؤسسة برتلسمان لتكرار ما فعلته بالنسبة للمكتبة الرئيسية؛ تطوير المبنى وتجهيزه وإعداده ودفع رواتب العاملين لثلاث سنوات. وتم توقيع الاتفاقية التكميلية بواسطة كل من الوزير فاروق حسني وزير الثقافة ورينهارد مون رئيس مؤسسة برتلسمان.استغرق العمل في إعداد المكتبة الفرعية بالزيتون وتزويدها بالكتب واختيار فريق العاملين بها حوالي العام والنصف.

 

تم اختيار موعد ٢٣ مارس ١٩٩٩ للاحتفال بافتتاح الفرع أي في العيد الرابع لإنشاء المكتبة الرئيسية وكان احتفالا بهيجا وجميلا وإن لم يكن بطبيعة الحال مماثلا لافتتاح المكتبة الرئيسية. كانت السيدة سوزان مبارك هي راعية الاحتفال وجاء رينهارد مون بطائرته الخاصة من ألمانيا ومعه زوجته وعدد من مساعديه كما حضر الاحتفال لفيف من الشخصيات المصرية المهتمة بالشأن الثقافي والاجتماعي من بينهم محافظ القاهرة الدكتور عبد الرحيم شحاتة.

 

لم تمر إلا أيام معدودات حتى جاءني خطاب من الدكتور عبد الرحيم شحاتة محافظ القاهرة استوحاه من إنشاء مكتبة الزيتون يبلغني فيه أنه قام بتخصيص قطعة أرض على مساحة حوالي ٤٠٠٠ متر مربع لإقامة مكتبة فرعية ثانية بالعاصمة وذلك في منطقة الزاوية الحمراء وكان ذلك تحديا جديدا لنا في الوقت الذي كان إضافة هامة لمسيرة منظومة مكتبات مصر العامة وكان الموقع الذي اختاره د. شحاتة قطعة أرض تؤرقه لأنها أصبحت تستخدم لألقاء القمامة بها وأراد الرجل أن يحول هذه المشكلة إلى ميزة بأن تقام عليها مكتبة عامة تخدم المنطقة خاصة أن بها عددا من المدارس. كان فرع الزيتون كالحجر الذي ألقى في الماء فأحدث دائرة وتأتي بعد هذه الدائرة دائرة أخرى أوسع ودائرة أخرى وهكذا. كان فرع الزيتون هو الذي فتح الطريق إلى منظومة بلا نهاية من عشرين مكتبة في العام الحالي أي عام ٢٠٢٠ أما قصة هذه المنظومة فهي قصة أخرى.

وللحديث بقية،،،

bottom of page